الحاضر والرؤى الاستراتيجية لنخيل السودان

الخطة الاستراتيجية لتطوير قطاع النخيل بالسودان

الدكتورة عفاف الجزولي

الادارة العامة للإنتاج البستاني، وزارة الزراعة والغابات، السودان

تعتبر النخلة أقدم الاشجار البستانية التي أدخلت إلى السودان ذلك منذ أكثر من 3000 سنة في شمال البلاد امتداداً للانتشار الذي حدث في الشمال الافريقي وحتى جنوب قارة آسيا بين خطي العرض 10 و35 درجة شمالاً. ويلاحظ أن هذه المنطقة تشمل كافة الدول العربية وفيها معظم مساحة السودان، وهي تمثل أهم مناطق العالم الصالحة لزراعة النخيل وإنتاج التمور حيث تدني الأمطار والرطوبة النسبية وارتفاع درجة الحرارة. إن أهم متطلبات تطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور هو ادخال أصناف ذات ثمار عالية الجودة وامتداد زراعته جنوباً إلى كافة المناطق الصالحة لزراعته وذلك باستغلال الأراضي التي لا تصلح لغيره من المحاصيل.

معظم مناطق السودان صالحة لزراعة النخيل وإنتاج التمور، إلا أن زراعته ظلت مركزة في المنطقة الشمالية من البلاد وعلى امتداد نهر النيل حيث نخيل التمر هو المحصول الأول في ولايتي نهر النيل والشمالية والتي تعتبر الموطن الأصلي للنخيل بالسودان مماجعلها أهم منطقة لإنتاج التمور الجافة في العالم.

جدول رقم (1) المساحة (x 1000فدان) والإنتاج (x 1000طن) لمحصول التمور: (1 هكتار = 2.38 فدان)
2015 2014 2013 2012 2011 2010 العام
الإنتاج المساحة الانتاج المساحة الانتاج المساحة الانتاج المساحة الانتاج المساحة الانتاج المساحة المحصول
439.1 88.3 439 88 438.5 87.7 436 87.2 433.5 86.7 431 86.2 التمور
hg
شكل رقم (1) المساحة (x 1000فدان) والإنتاج (x 1000طن) لمحصول التمور: (1 هكتار = 2.38 فدان)

السمات العامة لنخيل التمر بالسودان

  • وجود أشجار قديمة يفوق أعمارها المائة عام وبنسب تتراوح ما بين %15- 25 من الأشجار في مناطق زراعة النخيل التقليدية.
  • التركيز على أصناف جافة لأسباب أهمها سهولة معاملة التمور من حيث الحصاد والتخزين والترحيل.
  • زراعة النخيل بطرق تقليدية على مسافات متقاربة مع ترك الفسائل النامية حول الأم لتواصل نموها حتى الاثمار، مما يزيد من الازدحام ويضعف النمو الخضري ويقلل من نوعية الانتاج.
  • لاتجد النخلة كفايتها من المياه لاعتقاد خاطئ بأنها لاتحتاج للري وأن جذورها يمكن أن تمتد للمياه الأرضية.
  • الاعتقاد الخاطيء عند مزارعي النخيل بأن جفاف نسبة عالية من السعف ناتج من الأمراض أو الحشرات رغم أن السبب الرئيسي في معظم الحالات هو قلة مياه الري.
  • انتشار بعض الحشرات مثل الأرضة والحشرة القشرية البيضاء اللتان يمكن مكافحتها عن طريق تطبيق المعاملات الزراعية العادية.
  • وجود نسبة كبيرة من الأشجار الناتجة من البذور (النوى) ذات ثمار متدنية الجودة.
  • عدم الاهتمام بالأشجار الفحول بحيث لا توجد فحول معروفه بأسماء مثل الإناث وبذلك يكون الاعتماد على كل ما يمكن الحصول عليه أثناء موسم التلقيح.

التمور في السودان

حصل السودان على الترتيب الثامن عالمياً في زراعة وإنتاج محصول التمور، وتعتبر الأصناف الجافة والنصف جافة هي الأصناف الوحيدة التي كانت تزرع في السودان. تتركز زراعة نخيل التمر بالسودان في ثلاث ولايات رئسية هي: الولاية الشمالية، نهر النيل وولاية شمال دارفور، حيث يوجد حوالي أكثر من 80 % من من إجمالي النخيل في السودان، وما بقي يوجد في ولايات الخرطوم والجزيرة وكسلا والبحر الاحمر. يقدر عدد نخيل السودان حوالي 8 مليون نخلة ويقدر الإنتاج السنوي 240 ألف طن. تحوي الشمالية حوالي نصف الأشجار وتنتج 63% من الإنتاج الكلي بمعدل يقارب 60 كيلو غرام للنخلة.

أشهر أنواع التمور في السودان والتي اكتسبت أهمية اقتصادية هي

  • الكلي: يتصف بالحجم الكبير جداً وبالنوعية الممتازة
  • تمودا: حجم كبير إلى متوسط وصالح للتصدير ويحقق عائد جيد
  • قنديل: ممتاز وحجمه كبير، وفي حال معالجته وتعليبه بالطريقة الصحيحة، فإنه يحقق عائد تصديري جيد جداً
  • البركاوي: لا يقل جودته عن الأصناف الأخرى، حجمه كبير ومناسب جداً للتصدير
  • (والعديد من السلالات البذرية التي يطلق عليها اسم (جاو.
  • أما الأصناف الرطبة (المدينة) والشبه رطبة (مشرق ودلقاي ومشرق خطيب) انتشرت جنوب شمال السودان.

فمنذ 1998بدء ادخال العديد من الأصناف الرطبة وشبه الرطبة (30 صنفاً) من دول الخليج والمملكة العربية السعودية والتي انتشرت زراعتها في ولايات أخرى أهمها ولاية الخرطوم مثل البرحي والخلاص والبريمي والخضراوي والسكري والصقعي والمجهول ونبوت سلطان وسيف. وعليه فقد زادت المساحة المزروعة بنخيل التمر من 33.4 ألف هكتار في العام 2003 إلى 37.0 ألف هكتار في العام 2014 بإنتاجية تقدر زيادتها من 328 ألف طن إلى 439 ألف طن على التوالي. وتم تصدير ماقيمته مليون ومائتان ثمانية وثلاثون ألف دولار من التمور خلال العام 2015.

(1) : تطور إنتاج أهم الدول المنتجة للتمور بالألف طن على مستوى العالم خلال الفترة 1990 -2004 م.
الإنتاج العالمي المغرب تونس ليبيا الصين عمان السودان الجزائر باكستان الإمارات السعودية إيران مصر السنة
3431.2 120.0 81.2 74.0 15.0 120.0 110.0 205.9 287.3 141.5 527.9 516.3 541.9 1990
3715 107.0 75.0 75.0 33.0 135.0 140.0 209.1 292.9 173.1 528.1 633.8 603.5 1991
3663.1 82.0 75.0 76.0 45.0 150.0 142.0 260.5 275.2 230.4 552.5 578.2 603.7 1992
4386.1 111.1 86.0 95.0 50.0 163.0 130.0 261.6 576.6 236.1 563.0 715.7 631.3 1993
4569.4 62.0 74.0 105.0 60.0 170.0 138.0 317.2 578.6 236.1 567.8 774.0 646.0 1994
4649.8 97.6 69.0 125.0 65.0 173.0 160.0 285.2 532.5 236.9 589.3 780.0 677.9 1995
5018.3 80.0 74.0 125.0 68.0 180.0 167.0 360.6 534.4 244.6 616.9 855.5 738.1 1996
4962.6 110.5 95.0 128.1 38.0 185.0 180.0 302.9 537.5 288.2 649.2 876.5 740.8 1997
5444 85.0 103.0 120.0 89.0 236.0 200.0 387.3 721.6 290.4 648.0 918.1 839.8 1998
5620.8 72.6 103.0 114.1 115.0 282.0 240.0 427.6 579.9 535.9 712.0 908.3 905.9 1999
6499.6 74.0 105.0 120.0 125.0 280.0 332.3 365.6 612.5 757.6 734.8 869.6 1006.7 2000
6499.6 32.4 112.6 140.0 117.0 298.0 330.0 437.3 630.3 757.6 817.9 874.9 1113.3 2001
6657.5 33.2 120.8 140.0 130.0 238.6 330.0 418.4 625.0 757.6 829.5 879.0 1090.0 2002
6606 54.1 117.0 145.0 120.0 219.8 330.0 472.2 426.8 757.6 884.1 885.0 1121.90 2003
6907.1 54.1 122.0 150.0 125.0 238.0 330.0 470.0 622.1 760.0 900.5 880.0 1166.2 2004
5220 78.4 94.2 115.5 79.7 204.6 217.3 345.4 522.2 436.9 674.8 796.3 828.5 المتوسط
- 1.5 1.8 2.2 1.5 3.9 4.32 6.6 10 8.4 13 15.2 15.9 الأهمية
النسبية ٪
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة ، بيانات مأخوذة من الإنترنت للفترة 1990-2004م.

المشاكل والمعوقات وطرق الحلول في قطاع النخيل

  • أهم المعوقات التي يعاني منها قطاع النخيل هي الاهمال في تطبيق العمليات الزراعية والتي تنفذ بطريقة تقليدية متوارثة واستخدام التقنيات الحديثة في زراعة النخيل يمكن أن يضاعف إنتاجية الهكتار والتقانات
  • تشمل مع تحسين نظم الري واسخدام الأسمدة بالاضافة إلى تطبيق العمليات الخاصة بخدمة رأس النخلة مثل التلقيح وخف الثمار والعناية بالعذوق لتحسين كمية الإنتاج وجودة المنتج
  • الزراعات غير المنظمة لبساتين النخيل تعيق أغلب عمليات الخدمة مما يؤدي لانخفاض الإنتاجية
  • عدم منافسة الأصناف السودانية الجافة بالسوق العالمية ما استوجب إدخال الأصناف الرطبة وشبه الرطبة
  • عدم توفر الكميات الكافية من الفسائل من الأنواع الممتازة لإنشاء بساتين جديدة لهذا يجب الاتجاه للإنتاج عن طريق زراعة نسيجية لإنتاج شتول مطابقة للأصل.
  • مشاكل الآفات والأمراض التي تحتاج إلى تطبيق المكافحة المتكاملة
  • الحصاد من ضمن العمليات التقليدية وذلك عن طريق قطع العراجين (السبائط) واسقاطها على الأرض من فوق رأس النخلة مما يؤدي إلى انفصال معظم التمر عن الشماريخ وتشتت الثمار وتلوثه
  • عمليات الحصاد ومعاملات مابعد الحصاد من أهم المشاكل التي تؤدي إلى تدني الجودة وفقدان جزء كبير من الانتاج مما يتطلب تضافر جهود الجهات العلمية والتنفيذية مع القطاع الخاص والمنتجين
  • مشاكل التسويق والتي تتمثل في: تقليدية أسواق الجملة ومراكز التجميع وأسواق التجزئة. وعدم توفر الخدمات التسويقية الجيدة. وتعدد قنوات التسويق وكثرة الوسطاء. وضعف ضبط جودة المنتجات الزراعية. وعدم تطور طرق حفظ وتصنيع التمور

الرؤى الاستراتيجية العامة لتطوير قطاع النخيل بالسودان

  • توسيع وبرمجة المساحات المزروعة للحصول على كميات الاستهلاك المحلي ومحاولة النفوذ بمنتجاتنا إلى الاسواق الاقليمية والعالمية.
  • تطوير زراعة ورعاية النخيل من خلال تطوير عمليات خدمة النخلة وتطبيق الممارسات الفلاحية الجيدة.
  • استخدام التقنيات الحديثة في التحسين الوراثي لإنتاج أصناف ملائمة للبيئة السودانية.
  • إجراء مسح شامل لحصر وتصنيف الآفات والأمراض مع تفعيل الحجر الزراعي وتطبيق المكافحة المتكاملة لآفات وأمراض النخيل.
  • المحافظة على الأصناف حفظها والاستخدام المستدام وتداولها.
  • تعزيز النشاط الارشادي.
  • تطوير وتكثيف إنتاج الفسائل باستخدام تقانة الإكثار الدقيق (زراعة الأنسجة النباتية).
  • (إقامة مجمع وراثي لأصناف النخيل (بعد تصنيفها وتوصيفها.
  • إقامة بنك للجينات الوراثية للفسائل نخيل التمر.
  • توجد أصناف منتجة بذرياً (يطلق عليها الجاو) ذات جودة عالية وقيمة اقتصادية لابد من عمل مسح للمنطقة واختيار الصنف الأجود منها وإكثارها نسيجياً.
  • تحسين عمليات الحصاد ومعاملات ما بعد الحصاد.
  • تشجيع المستثمرين وصغار المنتجين في مجال تعبئة وتغليف التمور.
  • حفظ وتصنيع التمور (تطوير مصنع كريمة للتعليب وإنشاء مراكز إعداد ومصانع).
  • تطوير التقانات التقليدية للاستفادة من مخلفات شجرة النخيل (الجريد، العرحون، السيقان، الليف والجزور) التي تمثل عبئاً كبيراً على المزارع.
  • إنشاء بورصة التمور.
  • ضرورة قيام مركز يختص بالدراسات التسويقية من حيث الجدوى الاقتصادية ومتغيرات الأسواق المحلية العالمية والأسعار.
  • سن القوانين والتشريعات التي تنظم وتحكم ضبط السوق وترقيته.
  • إعداد موسوعة علمية لأصناف النخيل والتمور.
  • إنشاء مركز قومي لبحوث ودراسات النخيل والتمور بجانب مكتبة الكترونية ومركز للتدريب.
  • إنشاء شبكة معلومات وبناء قدرات المؤسسات ذات الصلة في مجال المعلوماتية وربطها ببقية السودان مع إشراك القطاع الخاص.

الخطة الاستراتيجية لتطوير قطاع النخيل بالإدارة العامة للإنتاج البستاني، وزارة الزراعة والغابات

  • تنفيذ الاحصاء البستاني لمعرفة المساحات، الإنتاج، الأصناف المزروعة وعدد الأشجار في كل مناطق الإنتاج.
  • إكمال المجمع الوراثي لحفظ وصون أصناف النخيل الذي بدأ العمل فيه بالحديقة النباتية القومية التابعة للإدارة.
  • إنشاء معمل زراعة الأنسجة المقترح بالمشتل المركزي بغرب امدرمان التابع للإدارة العامة للإنتاج البستاني، لإكثار فسائل النخيل لتواكب التوسع والزيادة المقترحة للمساحات.
  • تطوير القسم الخاص بالنخيل وتنمية قدرات العاملين به بابتعاثهم للتخصص ونيل درجة الماجستير والدكتوراه في مجال إنتاج النخيل والتمور.
  • تطوير تقانات حصاد النخيل وتدريب المنتجين لتقليل الفاقد وضبط جودة المنتج.
  • في مجال الوقاية: إجراء مسح لحصر الآفات والأمراض التي تصيب النخيل والتمور وتطوير وحدة الوقاية بالإدارة وبناء هيكلها.
  • تدريب ورفع مقدرات العاملين في قطاع النخيل لكل حلقات سلسلة القيمة ومعرفة أماكن الخلل والقصور.
  • إعداد الكتيبات والنشرات الإرشادية الخاصة بخدمة النخلة، المعاملات الفلاحية الجيدة، الحصاد ومعاملات ما بعد الحصاد لتقليل الفاقد وتحقيق الجودة.
  • العمل على إجازة قانون المشاتل الذي تم رفعه للجهات العدلية والدستورية لإجازته والعمل به في تقنين إنتاج الشتول وتداولها
x

المنظمون

بالتعاون مع

انضم الى القائمة البريدية للمهرجان